وقد تحكم الناس في التحكيم فقالوا فيه ما لا يرضاه الله . وإذا لحظتموه بعين المروءة - دون الديانة - رأيتم أنها سخافة حمل على سطرها في الكتب في الأكثر عدم الدين ، وفي الأقل جهل متين .
والذي يصح من ذلك ما روى الأئمة كخليفة بن خياط والدارقطني أنه لما خرج الطائفة العراقية مائة ألف والشامية في سبعين " - ص 173 -" أو تسعين ألفا ونزلوا على الفرات بصفين ، اقتتلوا في أول يوم - وهو الثلاثاء - على الماء فغلب أهل العراق عليه .
ثم التقوا يوم الأربعاء لسبع خلون من صفر سنة [ سبع وثلاثين ] ويوم الخميس ويوم الجمعة وليلة السبت وكانت تسمى ((ليلة الهرير)) اقتتل الناس فيها حتى الصباح . ورفعت المصاحف من أهل الشام ، ودعوا إلى الصلح ، وتفرقوا على أن تجعل كل طائفة أمرها إلى رجل حتى يكون الرجلان يحكمان بين الدعويين بالحق ، فكان من جهة علي أبو موسى ومن جهة معاوية عمرو بن العاص .